الفصل التاسع
في ضرورة طرد التجارب
فرضت عليك الحرب ضد الشـــــــــــــــــيطان و وســــــــــــــاوسة ،
وضد زعيم القوي السفلي و ضد أرواح الشـر ،
والشيطان ، وملائكتـــــــه و بخاصة ضد ذاتك .
عليك أن تحارب فيك عادتك السيئّة وطــــــول ســــنيك ،
من حياة عاطلــــــة ســـــــاقتك إلي ما أصبح فيك عادة ؛
ولـــــــــــــــــــــــم تســــــــــمح لك بأن تغير فيها شيئاً .
يُشــــــار عليــــك في الواقع بأن تحيــــــا حيـــــــــاة جـــديدة ولكنك قد صـرت هرماً .
وإذ يثقل عليك حملُّ لك قديم ، نراك تتوقف أمام فرحة التجدد وتبدأ الحرب ضد نفسك .
ســـــــــــــــــوف تتحد بالله منذ ان تضيق ذرعـــــــــاً بنفسك .
ومنذ أن تصبح متحداً بالله تصبح أهلاً لأن تتغلب على نفسك
لأن من ينتصر على الكل هــــو معــك .
حياة القديسين بأسرها تنقــــــــــــــــــضي في هـــــذه الحــــرب ؛
وستظل حتى تمـــــوت عرضــه للخــــطر في هــــذا العـــــــراك .
وإذا وســـــوس لـــــك الشيطان بخطيته ، وســــــــــــــمعت له ،
أمســـــك بـــــــك ؛ إنما لن يرغمك قسراً .
إن الشـــــيطان يتعقبــــك لـــــكي ، يوقعــــك إذا أضــــــــــــطربت خطـــــاك ،
وبما أنه يراقب راقب أنت رأســـه . بدايـــــــــــــة الفكــرة العاطلة رأسُـــــه .
إن باشـــــــــــر في إدخالهـا إليك ، صدَّها عنـــك قبل أن تغويك فترضخ بها .
حينذاك أنـــت تنجــو من رأسـه ؛ وهــو لا يفلح في القبــــــض عليــــــــك .
إن روادتــــــــك فكــــرة عاطـــــلة فأطرحها عنــــــك ؛ ولا تقبـــــل بهــــــــا ،
لأن رأس الحية يلــــجُ فكـــــــرك ، دُس الرأس بقدمك تنجُ من سائر حركاته .
يوسوس لك بالربح ، وبكميـــة لا يســـتهان بها مـن الذهــــــــــــب ؛
فإن قمــــــــــــــــت بما يدعوك إليه صرت غنياً . ذاك هو رأس الحية .
فاســـــــــــــــحقه وأطــــــــرح عنــك ما وسوس إليك به ؛
بيــــد أنــــــــــــه يقترح عليك عملية ، فيها ذهــــب كثير :
( وما ينفعـــــــك لو ربحت العالم كله وخسـرت نفسـك ) ؟
"متى26:16" .
فليهــــــــــلك العالم وربحه ولا تهــــــلك نفســك ؛
إن كان هذا هو تفكـــــيرك تنظر إلي رأس الحية وتسحقه .
قاوم اقتراحــــــه الأول ؛ لأنه ينظر إلي عقبك أي خطيئتك ؛
لأنك إن خطئت سقطت ، وإن ســــقطت أستولي عليــــــك .
لا تخـــرج عن الطــــــريق لئلا تســــقط .
فتح الله لك طريقاً ضيقاً ، وكل ما يبعدك عنه خطر .
المسيح هو النور الحقيقي ،
والمسيح هو الطــــــــريق ؛
وأنت تذهب إلي المســيح بالمسيح .
إن أبتعـــدت عن المســـيح خرجـت عــــن النــــــور وعـــــن الطــــــــريق ؛
فلا تقــــــل : ولمـــــــــــاذا كل هذه القدرة للشيطان يسيطر بها على العالم ؛
وبهــا يعمل في العــالم كــل مــــا يشـــــــــــاء .
هــــــل يمكنه حقاً أن يعمل كل ما يشاء ؟
لا يسعه أن يعمل سوي ما يسمح له به .
أعمـــل على أن لا يســــمح بشئ ضـــــدك ؛
و هــــب أنه عمـــل شــــيئاً لكي يجــــــربك ،
فاعمـل على أن يذهب عنك مغـــــــــــــــلوباً وإلاّ يملك عليك .
أنتبــــــــــه لأن فخ عـــدوّك معدّ دومـــــــــاً ومنصــــــــوب ؛
الويــــــــــل لك إن وقعت فيـــه ،
لقد دسّ في فخه ضلالاً ورعباً .
بالضــــلال يغـــــــــــــــــري وبالـــــــرعب يثبـط العزيمــــة ويجرّ وراءه .
أوصـــــد بوجه الضلال باب الطمـــــع ،
وبوجه الرعب باب مخافة الله ،
ولا تقل : ليس الوقــت وقت تجربـــــة لأنـــــك أن تقــــــل هذا الكلام تعد نفسك بالسلام ؛
وإذا تظن نفسك في أمان يهـــــــــــــــاجمك .
التجــــــربة الثــــــالثة هي تجربة القـــــــــرف فلا تسر إن صلّيت ولا إن طالعت ؛
وهذه التجـــــــربة مخالفة للأولى ،
إذا كنت في بدء الأمر عرضــــــــه للجـــــــوع إلي الحقيقـــــــــة الذي لم يشــبع ؛
أمــــــــــــــــــــا الآن فأنك في خطر من ضجر ؛ وهذه التجـــربة هي سأم النفس .
لم تعد الخطيئة تستهويك ولا كلمة الله ذاتها تبهجــــــك .
بعد أن نجوت من الأخطار وهنأت نفســـــك بالنجــــاة ،
إياك أن تهــــلك ســـــــأماً .
التجربة خــــطيرة فامتحن نفسك مــــــتى عــــــــــــــــذبتك ؛
وأصرخ إلي الرب لكي ينجيــــــك مـــــــن العذابات اللازمة ؛
حــــــــــــــــــــتى إذا نجوت منها اعترفت بمراحمه عليـــك .
لا تنتظــــــــــــــر طمأنينة في سفرك إن أردت هذه الطمأنينة كانت بمثــــابة دبق لقلبك ؛
ولا يســـــــــــــــــــــعك أن ترتاح إليها .
لا تنتظر أماناً فالعـــــــــدو يلاحقك باستمرار .
إن لم يكــــن غضبُه علنياً فهـــو يسعى بمكر .
ولــــــــــذلك فقــد ســـمي الأسد والتنيــــــن .
ســــموّه أسداً لما يبديـــه من غـــــــــضب ،
وسموه تنيناً لما يخـــفي من مكــــــــــــر .
لا تظنن الشيطان قد فقد شراسته ولهـــــــــذا فحين يمـــــــالقك ؛
ويجــب أن تزيـــد خشية منـه .
وكيف يسـعك أن تنتـــصر على عدوّ غضبان ،
إذا لم تتمكن من الانتصار عليه متى لاطـفك ؟
أنه يمالقك واعداً بالأمجـــاد والثــــــروات والمــــــلذات ؛
ويهــــددك مغالياً في العذبات والحـــرمان التي تنتظـرك .
الحيـــــة تهمس في أذنك قائلة لتدفع بك إلي الإثم : ولمـــاذا تحيــــا هكـــذا ؟
أأنــــــت وحـــدك مســـــيحي ؟ ولمَ لا تعمل كغيرك ؟ العدو يلحّ عليك ويلــحّ ؛
والأفظع من هذا كله أنه يخنق المسيحيين بمثـــــــــل المســـــيحيين .
راقب نفســــــــــــك ولا تقتــــد بالأشـــرار مـــــــــــــن المســــــيحيين .
ولا تقـــــــــــــــــل : سأعمل هــــــــــــــذا لأن الكثيرين من المسيحيين يعمـلونه ؛
وذاك ليـــــــــــس موقف من يســــــــتعد للدفـــــــاع عن نفســــــــــه بل حـــــال ،
من يبحـــث عن رفــــاق له إلي جهنم .
أنــــم في أرض الــــــرب حيث تلقى اناساً صالحين يرضــــــــونك ان كنت صالحاً .
احتقر المجربّ وكبريائه ؛ إن دفعته عنـــــــــــــــك وراقبت رأسـه عجز عن الدخول إلي قلبك .
قد يحاصر مدينة محصنة لكنه لن يتمكن مـــــن الأستيلاء عليها .
سيســـــتمر في الضــــرب لـــكي يهاجــم أما إذا وجد الباب موصداً فسيمر عابراً .
لتكـــــــــــــــــن نار التجربة امتحـــــــاناً لـــــــــك ؛
إن وجدت ذهباً ولم تجد قشاً نزعت عن الذهـــــب الوسخ العالق دون أن تحوله إلي رماد .
لا تعجــــــــــب بمــــــــــــــا يضحك لك في العالم ؛
ولا تنــــــــشئ حــــــــواراً مع شـــــــــــــهواتك .
ابـــــــــــــــــن على المسيح ،
إن لم تشأ أن يجرفك النــهر والريح والســـــيل .
إن شئت ســـلاحاً ضد تجارب عــــــــدوّك فأعمل على أن ينمو في قلبك ،
ويترسَّخ الشوق إلي أورشليم السماوية .
ســــــــــــــــوف ينتـــــــــهي الأســــــر وتحــــــلّ الســــــــــــعادة ؛
ســــــــــــــــوف يهلك خصمك الأكبر وتنتصر إلي الأبد مع الملك .