الفصل الثالث عشر
عليك في هذه الحياة إن تميت بالـروح ، كلًّ يـــــــوم ،
تصــرفات الجســــد ، ضبـــــــــــــــطاً ، وقهـــــــــراً ، وإفنـاءً ؛
ذاك مـــا يجـــــــب أن تهتـــــــــــم به ، وتسعي إليه ؛
يتطلــع الله إليـــــك في جهــــــدك هذا ،
فأطلب مساعدته حين تتـــــــــــــألم .
وإن لـــــــــم يســـاعدك فلســـتُ أقول أنــــــــك تنتصـــــــــــــــــر ،
بل لــــن تستطيع أن تجاهد .
إن كنت حقاً للمسيح تلميذاً فأصلب جسدك مع شهواته وميــوله .
في الواقع .
عليك أن تظــــلّ فوق هذا الصليب حيــــــــــــــاتك كلهـــــــــا ،
لأنه لا مجال لنزع المسامير في هذه الحيـــــاة التي قيل عنها في المزمور ،
( اللـــــــــهم ثبت جســــدي بالمســــــــــــامير في مخـــــــــــــــــــــافتك )
" مزمور130:118 ".
للجسد ميول لحمية والمسامير وصايا عدلك ،
ومخافة الرب التي رفعتك على الصليب وجعلتك قرباناً مقبولاً لديــــــه ،
قــــــــــــــــد ثبَّتت الجسد بالمســــامير . أصــــــــــلب الإنسان العتيق :
( لا بالقصوف والســـــــكر والمضــــــــاجع والعهــــــــــــر والخصام والحسد ،
بل البــــــس الرب يسوع ولا تهتم بجســدك لقضـــــــــــاء شـــــــــــــــهواته )
" رومية 13:13-14 " .
وعلى هذا النحو عــــــــشْ دوماً ههنــا ؛
وإن لم تـــرد أن تغوص في وحل الأرض فلا تنزل عن الصــليب .
أراك أحياناً تقــــــــرع صدرك . فـــــأطرد منه الخطيئـــــــــــــة ،
لأن من قرع صدره وارتكب الخطيئة عينهــــــــــــــا ،
عَملَ حتماً على ترســــــــــــيخ الخطيئة الخفية بضــربة ظاهرة .
أصنع ندامة ،
أي ثُرْ على ذاتك بسبب خطاياك الماضية ،
وكفّ عن ارتكــــــــــاب خطايا جديــــــدة .
أصنعْ ندامة ، أي ثر على ذاتـــك طـــالما أنـــــــت معافى ،
لأنك إن صنعت ندامة حقيقة وحلَّ الأجل ، فسوف تتصالح سريعاً .
إن فعلت هكـــــــــــــذا كــــــنت بلا خوف .
وتطمئن لأنك ندمـــت في زمن كان يسعك أن تخطأ فيــــه .
أما إذا شئت أن تصنع ندامــة حين يستحيل عليك أن تخطأ
فلستَ أنـــت بالمتخــــــــــلي عن الخطيئة ،
بــــل هــي التي تتخلي عنك .
أنتـــــــــظر ساعة المــــــوت للمصالحة ؟
لقــد خبرنا أن الكــــــــثيرين ماتــــــــوا وهم يترقبون ساعة المصالحة .
التوبة عن خطــــــاياك تصيرك أفضل مما كنت فيــــــه حقــــــــــــــاً ،
ولكن لا فائدة من توبة إلاّ إذا قمت بأعمال رحمــــة . أصـــــــــــــغ :
( يا أولاد الأفاعي من علَّمكــــم أن تهربوا من الغضب الآتــــــــــــــي ،
إلا أثمـــــروا ثمــــــــــــــــــــــــــــراً جديراً بالتوبة ،
فكل شجرة لا تثمـــــر ثمراً طيباً تقطـــــــــع وتلقـــــــي في النـــــــار )
" لوقا9،7:3 ".
إذا لم تثمر تلك الثمـــار الطيبة ،
فباطلاً تفكّر بالحصول على مغفرة خطاياك بتوبة عقيمة .
مــــــا هي تلك الثمـــار ؟ إسمع يوحنا :
( ومن كان لديه ثوبـــان
فليقسمهما بينه وبـــين من لا ثوب له .
ومن كان لديه طعـــــام فليعمــــل كذلك ) .
هل تريد كلاماً أكثر وضوحاً وصراحة وتأكيداً من هذا الكلام ؟
وهــــــل هو مخالف لما قال آنفاً :
( فكل شجرة لا تثمر ثمراً طيباً تقطع وتلقي في النار )
وهل هو مخالف لقضائه على الذين هم عن الشمال :
( اذهبوا إلي نار الأبد ، لأني جعت ولم تطعموني )
" متى35:25 " : .
قليل على الإنسان
أن يبتعد عن الخطيئة
إذا أهمل الخطايا السالفة .
وفقاً لما كتب :
يا بني إن خطئت فلا تزد على خطاياك ،
ولا تظنن نفسك في حمى من الخطيئة ،
متى اتخذت هذا الموقف والنبي يقــول :
( استغفر عمّا سلف من الخطأ ليترك لك )
" بن سيراخ 1:21 ".
وأيَّ نفـع لك من الاســــــتغفار إذا لــــم تستعد ،
لأن يُستجاب لك بفضل ثمارك الجديرة بالتوبة ،
إن كنـــــــــــت نظــــــــــــير شــجرة عقيمـــة قطعـــــــــــــتَ وألقيتَ في النار ؟
وإن شــــــــــئت أن تستجاب صـــــــــــــــلاتك فاغفر يغفر لك وأعــــــط تعــطَ .
إنك تطــــــــــالع فـــــــــــي الكتب المقدسة إن :
( المــــــــــــاء يطـــــــفئ النار الملتهبــــــة والصــــــــــدقة تكّفر الخطايا )
" ابن سيرخ 33:3 "
وتطـالع أيضـــــــــاً :
(خبّئ الصدقة في قــــلب الفقـــير ،
وهي تتوسل إلي الرب من أجلك )
كما وأنك تقرأ أيضاً :
( أيها الملك فلتحسن مشورتي لديــــــــك
وافتــد خطــــــــاياك بالصدقة )
" دانيال24:4 " .
وهنــاك دروس أخــــــري كثيرة في كـــــــــــــلام الـــــرب ،
تبين لنا قـــــــــدرة الصـــــــدقة على إطفاء الآثام ومحوها ،
وبالتالي فإنه تعالي يرسل الناس إلي الهـــــــلاك أو المجد ،
بنســبة ما يكونــــــــــــــــــــــون قد تصــدقوا به أم لا ،
وكأني به يقول لهؤلاء :
إنه لمن الصعب علىَّ إن أنا امتحنكم ومحصتكـم ،
وتفحصت ملياً أعمـــــالكم ،
إن لا أجد فيكم ما أدينكم به .
لكــــــن ، اذهبوا إلي ملكـــــــوتي ، لأني جعـــــــــت وأطعمتمـــــــوني ،
أنكم تذهبون إلي ملكوتي ، لا لأنكم لم تخطـــــــــــــــــــــــــأوا ،
بل لأنكم افتديتم خطاياكم بصدقاتكم .
ثم يتوجه إلي الآخرين قائلاً لهم :
( اذهبوا إلي نار الأبد المعــــــدّة للشيطان وملائكته ) .
وإذ يعرفـــــون أنفســــــهم خطـــــاة ، يرتعــــــــــــــدون ،
متأمــــــــــلين في خطـــــاياهم ، لكن ، بعد فــوات الأوان .
وهل يجرؤون أن يقــــولوا إنـــــهم يدانـــــون ظلمـــاً ،
حين يسمعون الحكم الصادر عليهم من فم ديان عادل ؟
وحــــين يشعرون بوخـــز ضمائرهم ،
ويـــــــــــــــــرون كل ما في نفوســهم من جـــــــــــــراح ،
أيجــــــــــــــرؤون أن يقــــــــــــولوا : لقد حوكمنا ظلماً ؟
سوف يدركــــون ، ولا ريــــــــــب ،
إنهم شُجبوا بعدل بسبب ذنوبـــــهم وآثـــــــــــــامهم ،
بيد أن القاضي سوف يقول لهم ،
(كلا . كلا لا تظنوا إنكم تدانــــون على هذه الخطايا ،
بل لأنــــي جعتُ ولم تطعموني ) .
لو ملتم عن خطـاياكم وتبتــــم إليّ
وافتديتــــــــم جميع آثامكم بالصدقات ،
لكنتم تحــررتم بهـا ونجــــــــــوتم بواســــــــــــــــــــــطتها ،
من تهمـــــــــة خطــــاياكم الفظيعــــــة ،
لأنـــــه قيــــــــــل : ( طوبى للرحماء فإنهم يرحمـــــــــــون )
" متى 7:5 " .
( والآن اذهبــــوا إلي نار الأبــد ،
لأن الدينــــونـة بـــــــلا رحــة
تكون على من لا يصنع رحمة )