الفصل الحادي عشر
تضــــــــــــــرب الأنــــــــواء الكنيســـــــــة ،
فيخــــــاف الربـــــــــــــان .
يفـــــــــــــــرح الربــان بكل تكريــــــــــــــم ؛
و لكـــــــــــــــن كلما ازداد تكريمـــــــــــــــه ،
كلَّما تفاقـــم الخطــــر عليه .
و هــــــــــــــل أعمــــق من قلــــوب الناس ؟
غالبـــــــــــــــاً ما تهـــــب بعليهـا الريـــــاح ،
و تتلاعب الأهواء بالسـفينة ،
فتتقاذفهــا من كل جهـــــــة .
الجالســــــون ، إلي الدفــــــــــــــــــــــــــة ،
المخلصـــون ، في حبهـم للســـــــــــــفينة ؛
يشـــــعرون ، بمــــــــا أقــــــــــــــــــــول .
و في الواقع ، تظــــهر حكمتهــــم مــــتى ،
تكلَّموا و قــرأوا و عملـــوا .
ولكــــــــــــن ، يا ويلهـــم من العاصــــفة .
و أحياناً كثيرة يسقط كل مشروع بشــري :
أن اتجهــوا تزمجـــــــــر الأمــــــــــــواج ،
و تصفــــــــر العاصفـــــــــــة ،
و تتعـــــــب الأيــــــــــــــــدي ،
و لا يعـود الرؤساء يرون السفينة تتقدم ،
بل يشعرون بـأن جانبهـــــــا ينكشـــــــف ،
و لا يدرون كيــــــف يخلصــــــــــــــونها ،
من التحطــم على الصخـــور .
فعليكم إذن أن تصـــــــــلوا باســـــتمرار ،
من أجـــــل المقيّمــين على حراســــــتها :
أو لســـــت جالســـــــــــاً إلي دفتهــــــــا ؟
أو لســـــت مسافراً في تلك السفينة ذاتها ؟
أتعتقد بأن الواقفين في المقدمـــــة لا يفاجــــــــــــــأون بحـــركة تعكـــــر النظام ؟
بــــــــلى ، فكــــــــرّ بما يلقــــــون من محن وتجارب في حياتهم لأنهم بشر أيضاً ،
و هــــل رئيسك يختلف جبلة عنك ؟
له جسم و إلي الموت يصير:
أنه يأكل و ينام و يقوم و يولد ثم يمــوت ؟
إن فكرت في جوهــــره وجـــدته إنســاناً ؛
و إن أكرمته كمــــــلاك أخفيت ما فيه من ضعف .
و مع أنـــــه إنســـــــان عليك أنت أن تصغي إلي المسيح القائل :
( مـن احتقركم فقـــــــــد احتقــــــرني ) .
إن قال للرســـــل وحدهـــــم :
( من أحتقركــم فقد أحتقــــــــــرني )
فيمكنكــــــــــم أن تحتقروا مدبريكم ،
أمـــا أنــــــــــا كانت كلمة المســــيح ،
قد بلغت إليكـم فدعـــــــــاكم و أقامهـــــــم مقــــام الرســـل ،
فإياكــــــــم أن تحتقروهم لئلا يصل احتقاركم إلي المســيح .
إن كنتـــــم لا تخــــافون ممنّ يتدبرون شؤونكم ،
فخافـــــــوا أقــــله من القـــــــــائل :
( من احتقركم فقــــــــد احتقـــــرني ) .
وماذا أقول لكم :
أنا لا أريــد أن تحتقــــــــــــــروني لكي أسر بأخلاقكــم الحسـنة ؟
فلتكـــــــــن أعمالكم الصالحــــــــة عزاءً لي مـــن فـي المخـاطر .
أنـــــــــــــا لســــت ســـــــــــــــوى خادم لكم بيسـوع المســـيح .
خادم أنــــا ولهــــذا فإني أخدمكـــم و لســت أكـــــــــبر منكـــم :
أنا أكبر إن كنت أكثر اتضــــــــاعاً و ذاك هو كلام الرب بالذات :
( الكبير فيكم فليكن لكم خادماً ) .
إلي الرؤساء أوجه كلامي :
لا تكتفـوا بضمـيركم دون ســـــــــــــــــــــــــــــــواه ،
لأنكـــــم تتبـــــوأون مراكز لا تكتفون فيها به وحده .
إن لـــم يشــــجبوكم ، خدامـــــــــــاً للـــــــه ،
وبقـــي فيكم بصيص من تلك الشـــــــرارة ،
التـــي بواســــطتها لا تطلب المحبةُ ما لها ؛
وجب عليكم آنذاك أن تستدركوا الخـــــــير .
ليـــس أمــــام الله وحســــــــــــــــب ؛ بل أمـــــــــــــام النــاس أيضاً ،
لئـــلا تقنعوا بأنكم عاملون بحــــق ، حين تشــــــربون مياهاً صافية ،
و تشرب نعاج الرب مياهاً عكرة .
إن الناس أمثالكــــــــــــــم عاجــــــزون عـــن :
الدخــــول إلي ضـــمائركم الـــتي يعرفهــــا الله ،أمـام اللـــــه
و كلامكـــــــــــــــــم أمـام أخوتكـم ؛
إن ظـــــــــن فيكم هــــؤلاء سوءاً اســـــــتولي القلق عليهم ،
و تأثروا بكم ثم يعمــــلون ما يظنونكم تعملـون .
و ما الفائدة إن شرب حشاكم الضميري الماء الصافي و شربوا هم .
بســـبب اســــــــــتهتاركم في الحـــديث ، الماء العكر ؟
في العالم حكام مستبدون ســيئو النيـــة نمــــامون ، نقـــــادون ،
يتخيلـون عكس ما يرون و يتبجحون بأنهم يعرفون ما يجهلون .
و ما نفع شهادة الضمير ضدهم ؟ اســـــــــــــعوا لخلاصهم .
إن سرتم في طريق الخـــــــــــير فلا يضلون متى أتبعوكــم .
حينــــــــــــــذاك لســتم تطــلبون منفعتكــــم متى طلبتــــــــم إرضـاء النــــــــــــاس ،
بل تفرحــــــون بالخــــــــــــــير الذي يرضيهم حباً بمنفعتهم وليس حباً بكرامتكــم .
ارضوا الجميع في كل شــــــيء كما أرضي الرسول الجميع في كل شيء :
كلوا و اشــربوا و لا تدوســـوا المرعي بأقدامكـــم ولا تعكــروا الماـــــء .
اسمعوا الرب يسوع الذي علم الرسل قائلاً لهم :
( فلتضيء أعمالكم الصــالحة أمـــام النــــاس
ليروها ويمجدوا أباكم الذي في الســـماوات ) .
إن كنت صالحــــين تمجّد بكم من جعلكم صالحين ،
و ما تمجدتم بأنفســـكم أيهــا الأشـــــــــرار .
لا تصنعوا الخير أمام الناس ليروكم و حسـب ،
بل كونــــــــــــوا لدي الله و تمجـــــدوا بــــــه .
إن كانت شهادة ضميركم مجــــداً لكم ، فــــــــذلك ، لأنكـــــــــــم تجدون الله في ضميركم .
و إن كان مجدكــــــــــــــم يقوم بأن ترضوا نفوسكم كنتم كالأحمق الذي يرضي نفســــــه .
خـــــــذوا على عاتقكم أن تحيـــــــــــوا حيـــــــاة صــالحة ،
و بخاصــــة أن تبنوا النــاس بمثلكـــم الصـــالح .
لا يكتفــــــــــي الإنســـــــــــــان بالضمير الصالح ،
و احذروا مـــن أن تعلموا شـيئاً ، ما يشكك أخاً لكـــم ضعيفـــاً .
إن قام مجدكـــــــــــــــــــم على إرضاء نفوسكم فأرضوها ؛
و اعلموا أن من أرضي نفسه كان كالإنســـــــان الأحمــــــق .
لا تعنـوا بأن تحيـــــــــــوا حيــــــاة صالحة فحســب ، بل ابنوا الناس بمثلكم الصالح ،
و لا تعنوا بأن يكــــــــــون ضميركم صالحاً و حسب ؛ بل ابتعدوا عن كل ما يحمل أخاً لكم مريضاً على لاشك ،
و ذلك بقدر ما يســـمح لكم الضــــعف البــــــــــــشري و ســرعة الزلل .
لا تأكـــــــلوا العشــــب النظيـــف ،
و لا تشربوا المــــــاء الصــــافي .
و لا تدوسوا بأرجلكم مراعي الله ،
لتــــــــأكل النعــــاج المريضــة ،
عشــــــباً دســـتموه ،