الفصل التاسع
في أن عذابَ ضمير الخاطئ هو شرُّ عذاب
إلهي ، إلهي ، كم أنا شقيّ ومغرور؟
كنت أبحث عمّا أحب ،
وأهوي الحبّ ضجراً في حيــــــاتي المطمئنة الهادئة ،
ومن ســـــــــــــــبلي الخالية من كل فخ .
وحرمت باطنياً ذاك الفداء ،
الذي هو أنت ، يا إلهي ،
ولــم اعمـــــل بدافع مـــن هـــذا الجــــــوع ،
ولا كانت لي رغبة البتة في طعام غير فاسد .
لا ؛ لأنــــــــــــــي أخذت منه كفافى ،
بل لأن فراغاً أكبر يحدث تقززاً أكبر .
وساءت حالُ نفسي المغطاة بالقروح وانطرحت خارجاً عن ذاتهـــــا
وراحت تتوق إلي دغدغة الكائنات المحسوسة .
إن المشاهد المسرحية المليئة بصــــور عن بؤســي ؛
وبمـــــــا كـــــــــــانت تتغذي منه النار التي تلتهمني ،
تخلبني وتجــــرني وراءهــــــا .
كنت أفرح بالعشاق الذين يستمتعون بإثمـــــهم ؛
وإن يكن ذلك خداعاً وعلى المسرح ؛
وحــــــين يضيعون عن الواقع تأخذني الشفقة عليهم فأكتئب ،
وما أحب هــــــــاتين العــــــــاطفتين على قـــــــلبي .
وهـــل من غرابــــــة في أن يكسوني برص مخجل ،
أنـــــا النعجة الضالة في قطيعــــــــــــــــــــــــــــك ،
التي لم تعــــــــــــــد تطيق الحياة تحـــت نـــــيرك .
ويا لفظاعة الإثم الذي فيــــــه ارتمــــــــــــــــــيت ،
مصــــــــــغياً إلي فضول دنس يقودني بعيداً عنك .
لكن رحمتك الأمينة في تتبـــــــع أثـــــــــــــري .
مــن بعيـــــــــــــــــد ، كانت تبدو حائمة حولي ،
وفـــي كــــل ذلك كنت تجــــــــــــــــــلدني .
يا إلهي ورحمتي كم من مرارة سكبت فوق تلك الحلاوات حباً بي ،
فيا ما أحسنك يا عـــــــذوبة ذقتهــــــــا متأخراً .
يا رب ، يا من كنت ساكتاً ،
ساعة هربتُ منك راكضاً في أثر ما كان سبب آلامي العقيمة المتكاثرة
بدافع مــــــــــــن كبرياء ســــــافلة وتعـــــب لا راحـــــــــة بعــــــــده .
يا للسبل المعوجة .
الويـــــــــــــــــل للنفس المجازفة التي ابتعدت عنك
راجيــــــــــــــــة ما هو أفضل منك .
إذا أنقلب الإنسان أولاً وثانيــــــــاً على ظهره وجنبــــه وبطنــــه ،
وجد كل شـــــيء خشناً إنما أنتَ وحدك الراحة .
أنت حاضر بيننا لتخلّصا من الأضــــاليل الدنيئــــة ،
وتضعنا على طريقك وتعزينا قائلاً :
( أسرعوا سوف أحملكم وأوصلكم إلي هدفكم وهناك أرعاكم ) .