الفصل الأول
رأس الحكمة مخافة الرب
++ عواطف و صلوات ++
اللهـــم ،
فيًّ أري البدايـــة ، فلمَ أقنـــط مـــــن النهـــاية ؟
و فيّ الخــــــــــــوف إنما مخافتك رأس الحكمــة ،
لقد بدأت أخــاف ،
فعليّ أن أصلحَ نفـــــسي و احـذر أعدائي ، أي خطـــــــاياي ؛
و ابــــدأ حيـــاةً باطنيــة و أميت أعضائي على هـذه الأرض .
مخافتــــك تجرح النفس ،
كمـــــــــــا يجـــــــرح مبضــعُ الطبيب جسم المريـــــــــــــض ،
لينزع منه ما فسد فيه ، فيبـــــــــــدوا مثخناً جراحـــــــــــــــاً ؛
و يفـــوق ألمُ جـــرح يُـــــــــــــــــداوي ألـــمَ جرح مهُمَـــــــل .
و يعرف الإنســـــــان دواءه ،
فيحـــزن حــــــــــزناً يفوق حزنه على ألــــم يتلوه شـــــــفاء .
امـــلأ قلبــــــــــي من مخافتك ووجّهه إلــي محبتـــــــــــــــــــــــــــــك ؛
أجعله ينــــــــسى أثر جرح مبغضــــك لأنك طبيب لا يُخلّف جرحه أثراً .
فلَيكن الخوف فيَّ ،
قبل أن تنفـــــــــي المحبة الكاملة الخوف عني :
إني لأؤمن و أدرك أني سـائر بعيـــداً عنــــك ،
في جســـــــــــمي هذا الفاسد الذي يثقل علىًّ .
بقـــــــــــــــــــــدرْ مــا أدنــــــــــوا من الوطن ،
الذي أصـــــــبوا إليـــــــــــه ،
يضعــف الخــوف فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيَّ .
خـوفُ المسافرين قــــــــــــــــــــــــــــــــــوي ،
و خوف القريبـين ضــــــــــــــــــــــــــــعيـــف .
و الذين بلغوا غايتهم لا يخافون :
إني أخاف ممًّن يقتلــــــــــــــــــــــــــون الجسد ، ...
و بخاصـة ممَّن يمكنه أن يلقي النفس و الجسد في جهنــــم .