في أسلوب الصلاة
++ عواطف وصلوات ++
اللهـــــــم :
عينــــــــــاك تحدقان إليَّ ،
وأذنـــــــــاك تصغيـــــان إلي صـــــــــلاتي ،
وهـــــــــــل يسعني أن أطلب أكثر من ذلك .
أني أتـــألم كثــيراً ههنــــا أنت تســـــمعني ،
في ضيقي أصرخ ســــوف أحفــــظ ســـبلك ،
إنما تعال إليًّ في وقت التجـــــربة ،
أنت الطبيـــــــــب وأنا جاهل ما أنا عليه مــن الفساد .
أنا أصرخ وأنت تقطــــــع :
ولست ترفع يدك إلاّ بعد أن تنتزع ما يبدو لك لازماً :
إن الطبيب الذي يصغي إلي المريض فيهمل الجــــــــــــــرح ،
وما فيــــــه من فســــــاد هـــــو طبيـــــب قــاس .
رب وإلهي أنـــت بكليتـــــــــــك محبـــــــــــــــــة .
بيد أنـــك لا تستجيب سؤلاً من يتضرعون إليك ،
لكـــــــــي تشفيهم وتـوفر لهم الحيــاة الأبديـــة ،
ســاعدني على أن أعمل ما تأمر به .
إن لــــم تحررني من قيــود المــادة ،
حـــررتني بالـــــــــــــــروح .
أســــــتخف الأولاد الثلاثة النيران ،
وصــــرخوا إليــــــك من داخــــــــــل الأتــــــــــــون وهم يســــبحونك .
ولم تستطع النــــــيران أن تمس خدامك وتؤذي الأطهار الأبـرار الذي يســبحونك .
فنجيهــــــم من اللهـــــــــــــــــــيب .
أيهــــــــــا الرافــــــــع الأطفال الثلاثـة من الأتون ،
هل نجيت أيضــــــــــاً المكابين مــــن اللهــــيب ؟
ألم يرنموا وسط النـــــــار ؟
ألم يموتوا في اللهـــــــيب ؟
لقد خلصت الأوائــــــــــــــل دون الاخــــــــــــرين
أو بالاحـــــــرى
لقد خلصت هــــــــــــــــــــؤلاء مع أولئــــــــــك ،
بيــــد أنـــك عضــــــــــــدت الأطفال الثـــــــــلاثة
ليخـــــــــــــزى الناس الشهوانيون .
و ان كنت قد منعت خلاصك عن المكابين بنفس الطريقة
فلكـــــــي يتعـــــذب أكــــــثر أولئك الذين ظنوا نفوسهم ،
بأنهـــــــــــــــــــم قد نكلــــــــوا بشـــــــهدائك .
لقد خلصت بطرس حين جاء المــــلاك إليـــــه فــي السجن قائلاً له : ( قم وأخرج )
فســـقطت للحــــال وثاقاته وسار وراء المـلاك الذي أخرجـــه مـــــن الســــــــــجن .
وهل أضـــــــــاع بطرس كل بر حين علّق على الصليب ،
فما خلصته منه ، وقد كنت أخرجته سابقاً من ســـــجنه ؟
زدت لــــــه اســـــــــتجابة حين خلصته من ضيقــاته :
كم تحمــــل من ضيـــــــق بعـــد خلاصــــــــة الأول ؟
أثم أرسلته أخيراً إلي حيث لـــن يقاسى أدني شــــر ؟
كانت المــرأة الكنعانيــة تصــــــــــرخ طالبــه منــك نعمةً ملحة بجرأة قويـة ،
وأنت الظــاهر بالابتعـــــــــــــــــــاد عنهـــــــــــــــــا ،
لا لكــــــــــــي تحـــــــبس عنهـــــا رحمتـــــــــــــــك ،
بـــل لكـــــــي تذكـــــــي فيهــــــــا نار الشــــــــــوق ،
وتعــــــــــطي صـــلاتها مثـــــــالاً في التواضــــــــع ،
وكانــــــــــت تصـــــرخ كـــــــأنك لا تســــــمع لهــا ،
مع أنـــــــــك كنت تعدُ في الصمت ما تنوي القيام به .
إن كان إنسان وحسب ، ينهــــــــــض مــن ســـــــــــريرة ،
ويعـــــــــــطي لكي يتخـــــــــــلص ،
وليــــــــــــس على سبيل الصداقة ،
فكـــم تعطي أنت الإلـــه بسخاء وفرح
الذين يسألونك ؟
لكنك تريد أن يسألوك لكي يصبحـــــوا جديرين بعطـــاياك .
رجوتك أنا : الواقــــف ببابــك ،
أن تفتـــح لــــــي ،
وألا لمـــــا دفعتـــني إلي ذلك .
أحمــــــــدك على العظـــــيم الذي أعطيتنيــــــه بيـــد أني لا أزال مريضـــاً .
ها أني أصلي وها هي شفتاي تتحركان للصلاة وفكـــــري يحلّق في الجـوّ .
فكــــــــــــري يتخذ موقفــــــــاً ثابتــــاً للصـــــــلاة ،
ونفـــــــــسي مشتتة هنا وهناك غافلة عمّا حولها .
ولمَ أصلي إليك بلا نشاط وخشــــــوع ؟
إن الجســـــــــــــــــــــــم الذي يفســـد يُصبح ثقيـــلاً على النفــس ،
والبيـــــــت الأرضــــــــي يثقــــــــــل على الحس الذي يفكرّ كثيراً .
أنزع عني جســــــــــدي الذي يثقـــل علىّ فأســـــــــــــــــــــــبحك .
أنزع هذا البيت الأرضي الذي يحـــطّ من شــــــــــأن المفكـــــــــر ،
حتى أخلص من أفكــــــــــار كثــــــــــيرة ،
واحـــــــــــدة وأســــــبحك في حيـــــــاتي .