الفصل الثاني عشر
في أخطار الغني
يــــــأبى إلهنــــــا أن نخسر أموالنا ، ولكنه يدلنا على مكان نضعها فيه ،
لا يستطيع إنسان إلا أن يفكر بكنزه ويتبع أمواله بقلبــــــــــــــــــــــــــه.
فإن كانت مطمورة في الــتراب ، مال القلب إلي تحت ؛
أو في السماء ، أرتفــــــــع إليهـــــــا .
وعليـــــه ، إن شئت أن يكون قلبك فـــــوق فارفـــــع إليــــــه ما تـــــحب ؛
إذ ذاك تبــــــــــقي بجسمك على الأرض وتســـكن بقلبـــك مع المسيح ؛
وكما أنه يعلـــــــــــــو برأســـه الكنيســـــة فليكن قلبك هكذا بالنسبة إليك ؛
وكمـــــا تسير الأعضاء حيث يسير المسيح أمامهــــــــــــم ،
عليك أن تتبـــع قلبــــك إلي حيث يســــبقك .
أتبــــــــــع هذا الطـــــــــــريق فــأنت قــــادر على السير فيــــــه ؛
إنك بكليتك تقتفي آثار الجزء الذي يكون قد سبقك في هذا الطريق .
البيت الأرضي للدمار ؛ والبيــــــت السماوي للأبد . أنتقل حيث عليك أن تذهب .
لقـــــــــد ســـــــــمعت غنياً يستشير المعلم الصالح ، في ما يجب أن يعمــــــــل ،
بلوغــــاً إلي حيــــاة الأبـــد .
فمــــــــاذا كان الجـــــواب للشــاب الغني ؟
( إن شئت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا ) .
ومن ذا الذي لا يريد أن يحيــــا مع أنه يحفظ الوصايا ؟
إن لم تشـــأ أن تحفظ الوصايا ، فلمَ تبحثُ عن الحياة ؟
إن توانــيت في عملك فكيف تسرع إلي المكـــــــافأة ؟ قال الشاب الغني :
أنه حفظ الوصـــــــايا لقد سمع ما هو أعظم من ذلك :
( إن شئت أن تكون كاملاً ، واحدة تعــــــــــــــوزك ،
اذهب فبــــــــعْ مـــــــالك وأعطه الفقـــــــــــــــراء .
فلا تخســـــــــر شــــــــيئاً بل ســــــــيكون لــــــــك كنز في السماء ؛ وهلمّ فاتبعني ) .
أي نفع لك مـــــــــن ذلك إن لم تتبع المسيح ؟
وابتعــــــد الشاب حزيناً لأنه كان ذا مال كثير .
ما سمعه الشاب ، سمعته أنت أيضاً ؛ الإنجيل فم المسيح ؛
أنه جالـــــــــــس في الســـــــــــماء وعلى الأرض يتكـلم .
لا تكن أصــــــــمّ لأنه يصـــــــــرخ ؛
أبتعد الغني ، حـــــــزيناً ، فقــــال الــــــــرب :
ما أصـــعب دخول الغني ملكوت السماوات ،
وبهذا المثل الذي أعطاه دلّ على أن الصعب كاد يكون مســــــــــــتحيلاً
لأن كلَّ مستحيل صعب وليس كلّ صعب مستحيلاً .
أفهم الصــــــعوبة من خلال هذه الكلمات :
( الحق أقول لكم ، إن دخول الجـــــــــمل في خرم الإبــــــــرة
أسهل من دخول الغني ملكوت السماوات ) .
دخول جمــــــل من خـــــرم إبــــــرة ؟
الأمر مستحيل بالنسـتبة إلي بعوضــة فكيـف بالجمـــــــل ؟
وإذ ســــــــمع التـــــــــــــــــــــــلاميذ هذا الكــــــــــــــــلام حزنوا وقالوا :
إن كـــــــــانت هذه الحـــــــــــــــــــال فمن ذا الذي يخلص؟ أي غــــــني ؟
تأمل النــــاس ولا تتكل على أمــوالك
لأن كــــــثيرين سقطوا بسبب أموالهم
وكـــــــــثيرين أهلكتـــــــهم فضتــــهم
وكـــــــــثيرين طــاردهم اللصــــــوص بسبب ثرواتهم الطائلة ،
لو انهـم كانوا بدون ذاك الكنز المنشود لكانوا ، حقاً ، في أمان .