الفصل الخامس عشر
في أن عبودية أبناء الله هي الحرية الصحيحة
لن أخلصُ ، رب ، إلا بـــــــك ؛
إن لـــــم تجعل ذاتك راحةً لي ،
فـــــــــلا شفاء لي من حزني .
أرفعني عن الأرض وارحمني فيــــــــــــــــــك ،
حتى أكون في مكــــــان حصـــــــــــين ،
وحين أفـــــزع إلي ذاك المكان لن أخشي عدواً .
من ذا ينصـــب لي فخاخــــــــاً ويوقـــــــع بي ؟
كن لي إذاً إلهـــــاً يحميني وبيت ملجأ ، فلتخــــصني .
لن يسعني أن أنجو أن أنا اخترت ملجأ ســواك
لا مكان لي أفزع إليه ، بعيداً عنك ، سوي إليك .
إذا أردت أن أنجو من غضبك هربت إليك هادئاً .
أنــــت قوتي وملجأي . ولكن أتقــــــوىّ بــــــــــــك ،
كمـــــا كنت ضعيفـــاً في ذاتي ، فسوف أفــزع إليك .
سألتك أن تقــــويني بنعمتك لئلا أتأثر بتجارب العدو.
فيَّ ضعف بشري إلي جــــــانب العبوديــــة الأولي .
في أعضـــــائي شريعة تضادّ شــــريعة روحــــــي
وتحـــــــاول أن تسوقني أسيراً تحت شريعة الخطيئة
وجسدي الفاسد يثقل أيضاً على نفسي .
مهمـــا قوَّتني نعمتك ،
وطالما أني أحمـــــــل هذا الإناء الخزفي الذي فيه كنزك ،
عليّ دومــــــاً أن أخشي بعض الشيء هذا الإناء .
أنت لي قـــــــوة في هذا العـــالم ضد التجارب كلها ،
وإن كثرتْ علىَّ وعكَّرت صفوي ، فزعـــــت إليــك .
ومـــــع أني شــــديد الخوف كالأرنب
فسوف أظلّ مقـــــراً بضــــــــــــــعفي