الثبـــــــــات هو : بقاء الإنسان و اســـتمراره في خطة معينه متقنــة الدرس .
أما ثباتـــــك في المســـــــيح فنعمـــــة مـن الله عظيمـــــــة .
و بالنهاية أعني : نهــاية الحيـــــــاة التــــــــي تتعرض فيها لخطر الســقوط .
و لذلك لا يصح دوماً القول :
إنك تحـــافظ على هذه النعمـــة ما دمــت في قيد الحيـــــــاة .
وأجـــزمُ بحـــــق قائـــــلاً :
إن ســـقطت في حيــــــــــــاتك فلسـت بثابــت إلي النهــاية .
أحفظ جيداً كلام الإنجيل الموجـــز و أذكره دوماً :
( من يثبت إلي المنتهى يخــــــلص ) .
" مت 24 : 13 "
ما أكثر ما يجب عليك أن :
تخشـــــــي الانحــــــــــــراف و التطلـــــــع إلي الــــــوراء ،
حين تمتنع عـــــن ترجــــــيّ المكـــــــافآت الســــــــماوية ،
و تميل إلي الخيور المنظورة الفانية بدافع من الشــــــهوة .
تذكــــــر إمـــــرأة لوط : ها هي على الطريق و قــــــد نجـــــــــت من ســـــدوم ،
و لما تطلعت إلي الوراء بقيت في مكانهــــــــــا تمثــــالاً من الملـــــــح يملحـــك .
كانــــت لك مثـــــــــــالاً لكي تسيطر على قلبك و لا تتوقف كالأحمق في الطريق .
أنظــــــــر إلي من يقف و تجــــاوزه ،
و أنظـــــــــر إلي من يتطلع إلي الوراء ، و تابــع ســـــيرك إلي الإمـــــــــــــــــام .
تطلّع إلي قائدك ، لا إلي الــــــــــوراء ، إلي الطريق الذي أخرجـــك منــــــــــــه .
قائــــدك أمــــــامك ، و الطـــريق الذي خـرجــت منـه وراءك .
أحبّه لك قائــــــداً ، لئــــــلا يــــــــرذلك متى نظـــــرتَ إلي الـــــــــــــــــــــــــوراء .
إنـــسَ ما وراءك ، إنــــسَ حياتـــــــك السالفة الشريرة و أنبســــط إلى ما قدامـك .
لا تتطلع إلي الـــــوراء ولا تتوقف ملتـــذاً بما مضــــــــــــي ؛
و لا تمــــلُ عما أمامـك إلي ما وراءك :
أســــرع لكي تصــــل ؛ أســـــرع ، و بشــــوقٍ ، أســـــــرع ،
لا تقــــل إنك تصـــــل في هذه الحياة .
إن ظننت نفسك كاملاً انخدعـــــــــــــت و ضــللت و فُصــــــلتْ :
لا يسعك أن تكون كاملاً على هذه الأرض .
إن ظننت نفسك قــــادراً على بلوغ الكمال هنا ، أقمت في مكان عال و سـقطت .
كـــــن متواضـــــــــعاً : فإنك إن ســـرت في مكان وضيع و صلت إلي الأعالي .
لقد جعل المسيح الوديع نفسه طريقــــاً لك : تواضــع و لا تيأس من الوصـول .
لا تبتعد عن حــــــــــرارة الــــــروح و نـــــور الحقيقـــــــة .
الآن تسـمع صوت المسيح ،
أما حينذاك فستراه وجهــاً لوجه .
لا تـرضَ نفســــــــــــك ،
و لا تجـدف على الآخرين .
سرْ على هذا النحو في طريق الله :
إيـــاك أن تحســــــد الســائرين و تشـــــتم المتخـــــاذلين ،
حـــتى يتحقق آنذاك ما وعدك به المسيح في الإنجيــــــــل :
( و أنــــــــا أقيمـــــــــه في اليوم الأخير ) .
و لم كثرة الكـــــلام؟ أظــــــن بأن مــا قلتــــه كــــــــــاف :
ثبات الإنســـــــــان في الرب حتى النهاية عطيــــة من الله .
لست أتردد في أن أقول إن :
من لم ينـل هذه العطية باطـــلاً يمــــــــــــلك ،
و لــو مــــلك الكـــــثير سواها من الخيرات .
فلنصلّ أيها الحبيب :
فلنصل حتى يعـــــــطي إله النعمة أعداءنا و لا سيما أخوتنا و أصـدقاءنا ،
أن يدركـــــــوا و يعترفـــــوا بـــأن الخــلاص لا يتــــم لأحــــــد ،
بمـعزل عن نعمـــــة الله ، بعــــد الخســــارة الهــائلة التي منينـــا بهــــا .
وإنهـا لخســــــــارة لا تعــــــــــــوض
باســــتحقاق ممّــــن يأخـذون ،
بل هي هبة حقيقية تعـــــطي بالمجــــــــــان ،