الفصل الأول
في أن الصلاة واجب وضرورة ملحة
++ عواطف وصلوات ++
ربّ ، نبَّهتني وحـــرضتني وأمــــرتني بـــــــــــأن :
أطلب وأســـــــــــأل وأقـــــــرع بـــــــــــابك
فجعلتني أســـتعطيك ،
ولــهذا ســــوف أســــــــــمع لمــن يسـتعطونني .
أســـــــأل ؟ ومن أســأل ؟ ومن أنــا ؟ وماذا أســــأل ؟
أسألك أنت أيها الإله الصــــالح أنــا الإنسان الشرير .
إني أسأل الـــــــــــــبر الذي يصيرنيّ بـــاراً ،
وأســــأل أن يكــون لي إلي الأبد ذاك الطعام
الذي لن أجوع إذا شـــبعتُ منــــه .
ولكــــــــن ، علىَّ أن أجوع وأعطـــش لكي أشـــبع منــــــه وأرتـــــــــــــــــــوي ،
لأن الجوع والعطش هما اللذان يجعلاني أطلب وأسأل وأقــــــــــرع ،
( طوبي للجيــــــــــــاع والعطاش إلي البر ) .
هل أكون سعيداً إن عطشت وجعت ؟
وهل يكون الفقر أحياناً سبب سعادة ؟
أني سعيد ،
لا لأنــــــي جـــــائع وعطشــــان بل لأني سوف أشبع ،
والسـعادة ليســـــت في الجـــوع بل في الشــــــــــبع ،
إنمـــــــــا علىَّ أن أشعر بالجـوع قبــــل الشــــــــــبع ،
كيـــــــــلا أشـــــــــــعر بقـــــرف مــــن الخـــــــــــبز .
إني إليك فقير ،
سأتعرف إلي من يسألونني ، كي تتـــعرف أنـــتّ إلــــيّ .
ومن هم الذين يســـــألونني ؟ بشـــــــــــــــــــــــــــــــــــر .
ومـــــن يســـــــــــــــــألون ؟ بشـــــــــــــــــــــــــــــــــراً .
ومن هو الذين يســــتعطون ؟ بشر صـائرون إلي الموت .
ومن يســـــــــــــــــــتطعون ؟ إنساناً صــائراً إلي الموت .
ومن هم الذين يســتعطعون ؟ بشر صائرون إلي الهـلاك .
ومن يســــــــــــــــــتطعون ؟ كائنــــاً ضعيفـــــاً مثلهــــم .
ومن هم الذين يســــألون ؟ بؤســـــــــــــــــــــــــاء .
ومن يســــــــــــــــــألون ؟ أنســـاناً بائســاً مثلـهم .
لولا ثــــــــــــــــرواتي ، لكــــنت كمـــــــــــــــن يســـتعطونني ،
وبأية وقاحــة أسـألك ، أنا الذي لا يتعرف إلي من يستعطونه ؟
اللهمّ :
أنت تســــــــأل البؤســـاء ، ولا تسأل المتكبرين المتدثـرين بالحــرير ؛
ولست تســـألنا عن ثيابنـا بــل عما إذا كنا أبناء روح أم أبناء جســد .
نســـــــــــــير عراة في هذه الحياة ومرضى ؛
ولـــــــــــــذلك نحــــــن نبـــــــــكي وننتحــب .
إن وجـب عــلىّ البحــث عــن الحيـــــــــــاة الحقيقية ،
فعــــــــــــلىَّ إن استبدل خيراتي بالخــــيرات الحقيقية ،
لكـــــي أجــــــد ما أعطيه ههنا فوق الأرض .
غَـــــيّرْ هـــــذه الأشياء يا من تغـــــــــــيّرنا .
الفقير ينتظر منى شـــــــــيئاً وأنا أنتظر منــــك أشـــياء .
هــــــو ينتظر من يد مخلوقة وأنا أنتظر من يدٍ خـــلقتني .
أنهـــا لــــم تخلقني لوحــدي بـــــــــل خلقتْ معي الفقير .
أعطيتنا هذه الحياة كالطريق عينهـــــــــــــــا ،
فوجدت رفيقاً لي ، لا يحمل شــــــــــــــــــيئاً ؛
أمـــــا أنــــــــــــا فمثقـــل بالأحمـــــــــــــال .
هـــــــــو لا يحمل شــــــــــــــــــــيئاً ؛
أما أنــــا فأحمــل أكثر مما يلزمــني .
لـــــــقد رزحتَ تحــــــت حمـــــــلي ؛
أنــــــي أعطيه ممـــــــا هــو لــــي ،
فأعوله وأخفـــــــــــــف من حملي .
ـــــــــــــــــــــــــــ
|