في أن من تعوَّد ارتكاب الخطيئة استخف خطرها
كثـيرة هي أمـــــــــــراضي يــــا رب ؛
إنمـــــــــا لا مرض بدون شفاء لديك ،
أيهـــــــــا الطبيــــــــــب القـــــــــــدير .
أنـــــــي أبتــــغي الشـــــفاء ولا أصـــدّ يديــــك عـــــني .
فأســـــرّ حــــــين تدفئني ، وأتحمّــل حين تقتطع مني ،
وارضي بالــــدواء المؤلم آملاً بالشـــفاء الذي يعقبــه .
أنـــتَ تســـــمح بالألم ، حين لا يكون الشفاء منه أكيداً ،
يا مـــن وعد بالشفاء ، ولا يسعه أن يخــــدع نفســــه .
ينخدع الطبيب أحياناً بعـــد شفاء جســم الإنســـان ،
الـــــذي يعالجــــــــــه دون أن يكـــــون قد صنعـــــه .
أمّا أنت يا مـــــن صنعتَ جســــمي ونفــــــــسي ،
وتعرف أن تحيي خليقتك وأن تجددّ ما قد خلقتك ،
أودّ لو أبقي بين يديــــك طائعــاً ،
يا من تكره من يصدّ يديك عنه ،
ولكـــن ها هو ذا جسـدي يفسـد ،
فيثقـــل عــــلى نفســـي .
كم من حواجـــز تمنعنــي من التأمـــــل بحضـــــرتك ،
وكأني بالفساد البشري يفرض علىّ الوقوف عندها !
كــــم من أمــــــور تصــــدني عن التـأمل بســـموّك !
وكم من أشياء أخـري تقطع علىّ حبـــل تأمــــــلي ،
يا لها من أشباح كثيرة ،
كلها تتحــــرك في قلــــــــبي كمثل دود ينـغر في فســـادي .
لقد أكتشفت علتي وأودّ الآن لــــو اسبحك يا طبيب نفسي .
ألسـت تشــــــــــــــــــــفيني يا صـــانعي ،
بشكل لا يعرف فيه المرض إليّ ســـبيل ،
إذا راعــــيت شـــــــــريعة الصحـــــــة ؟
ألم تنظــــم وترتـــب ما وجب علىّ تجنبه حفاظــــــاً على صحتي ،
لقد رفضت الانصياع لإرشــــــــــــــاداتك حفاظـــــاً على صحتي .
فلهــــذا ســــــأكون أكــــــــثر طـــواعية لاسـتعادة عــــــــافيتي .