الفصل الخامس
في أن حزننا لموت النفس
يجب أن يفوق حزننا لموت الجسد
ارحمني يا رب وأحفظ نفس عبدك ها أني أسمعك تقـــــــول لــــي
( لا تخافوا ممَّن يقتلون الجســــد ولا يستطيعون أن يقتلوا النفس )
( متى28:10 ) .
يستطيع أن يلحق بي ضرراً كبيراً ،
كل من استطاع أن يقتل جسدي ،
ولكن ماذا يســـتطيع بعدئـــــذ ؟
يستطيع أن يعمل بي ما قام به ضــــــــدك ،
ولمـــــــاذا اســــعي وراء الخــــــــــيرات ،
طالمـــــــا أخــــشى أيها الــــرب إلـــهي ،
إني أقاسي ما قاسيت من عــــــــــــذابات ؟
لقد جئت ، يا رب ،
لابساً هذه الحياة الزمنية المريضـــة المعرضــــة للمـــــــوت ،
ولـــــو أني اســــــتطعت أن لا أموت لما خفت من الموت حقاً ،
ولماذا لا أقبــــــــــــــــل ، حبابك ، ما لا أستطيع أن أهــرب منـه .
بحكـــــم طبيعتي ؟
بإمكـــــــان العـــــــــــــــــــــدو الذي يهددني ، أن ينزع منى هذه الحيــاة .
أما أنـــــــت أيها الــرب إلهي ، فســتمنحني حيـــــــــــــــــاة أخــــــــــــري
لأن الأولي هبة منـــــــــــك ، وإذا أبيـــــت ، فهــــذه أيضــاً لا تــنزع مني .
أما إذا شئت فلديك ما تعطينيه عوضاً عنها .
ولا أخشي التجريد من كل شيء حبــــاً بك !
وهـــل أخـــشي على نفـــــسي ، أن تجرد من ثوبها الفضفاض ،
وقد كسوتها ثوباً من المجــد ؟
غضب العـــدو لا يتعـــدى القتـــل ،
إن استطاع أن يقتل الجسد فهـــو عاجز عن منعه من القيامة ،
ولا سلطان له بعد الموت لا على النفس ولا على الجســــد .
كنت أخشي على نفسي ،
فإذا بك تقول لي :
( جميع شعور رؤوسكم محصاة ) ،
وكيف أخــشي أن افقد نفـــــــــــــــــــــــــــــسي ،
ولا يســــعني أن افقد شعره واحده من رأسي ؟
لا شيء يخيفني ،
لأنك اقوي من الكل أيها القدير ، يا مـــــــــــــن دعــــــــوتني ،
يا أقــــــــــــــوي الأقــــــوياء ، وأعلي من كل ذي ســـــلطان .
لقد مـــــتَّ عني وأنا واثـــــق ، بأن أحيــــــــــــــا بــــــــــــك ،
لأن موتـــــــــــــــــــــــــــــك ، عربــــون لي عــــن حيـــاتك .
وعمـــــــــــــــــــنَّ مــــــت ؟
عن الخطاة أم عن الأبرار ؟
سلْ بولس يقل لك :
( لقد مات المسيح عن الخطاة )
كنــــــــــت خاطئـــــــــــاً فمــــــتَّ عــــــــــــني ،
وهل تتخلي عني بعــد أن تــــــــــــــــبررت ؟
وهل تتخلي عن البار يا من بررت الخاطئ ؟