في واجب السماع للكنيسة
نداء إلي الكنيسة .
لولا السلطة في الكنيسة الكاثوليكية ،
لما آمنت بإنجيــــــــلك .
أيتها الأم المقدسة الكاثوليكية ،
يا أم المســـــيحيين الحقـــــة ،
أنت لا تبشّرين بواجب عبادة الله بقلب نقي طاهر ،
هذا الإله الذي يسعد كل من يحصـــــل عليــــــــه .
إنما تحرميّن علينا عبادة المخلوقات التي أمرنْا بخدمتها .
وإذ تمنعــــين عناّ كل ما هو مخلوق قابل للتغيير و خاضع للزوال
توجهيننا إلي الأبدية غير القابلة للفســـاد و التغيير
هــــذه التـــــي يجب على الإنسان أن يخضع لها دون ســـــــواها
و التي تجدين فيها كل نفس عاقلة تهوي السعادة ؛
أنت لا تخلطين بين ما تميزه الأبدية و الحقيقة و السلام
و لا تباعدين بين ما تجمعه العظمـــــــة الفريــــــــــــدة ؛
إنما تعانقــين محبة القريــــب و الحـــــــب الذي بـــــــــه
تستطيعين أن تقدمّي إلي أعضائك الكثيرين الذين
مرضت نفوسهم بخطاياهم كلَ الأدوية اللازمـــة .
انك تعلمين الأطفال ببساطة و الشبان بقوة و الشيوخ بسلام ؛
ليس وفقاً لعمر كل منهم و حسب ؛ بل وفقاً لنضوج نفســـه .
و تخضعين الزوجــــات العفيفــــات الأمينــــــــــات لأزواجـــــــــــهن ،
ليــــــــــس إشباعاً للشهوة ، بل تكثيراً للنسل و اشتراكاً في الميراث .
و تريـــدين الســـلطة في العائلة للرجل ، فيوجـــه زوجتــه ،
لا تحقيراً للجنس الأضعف بل حفاظاً على سنن حبّ صادق .
و تخضعين الأبناء لآبائهم بموجب طاعة حره ؛
تضعين الوالدين على رأس العائلة و تجمعين برباط الــــدين ،
الذي هو اشدّ وأمتن من ربط الدم ، الأشقاء بعضاً إلي بعض ؛
وتوفّقين بالمحبة المتبادلة كل إتحاد ضروري
و قرابة قائمة على ربـــــط طبيعيـــــة حـــره .
و تعلّمين الخــــدام التعلّــــــق بأربابهـــــم ؛
لا تلبية لحاجات وضعهم بل حباً بالواجب .
و تجعلين الأرباب أكثر لطفاً مع خدامهم ،
عطوفين أكــــثر منهـــــــم حزومـــين ؛
لأن الله هو ربّ الجميــــــع ومعلّمهـــم .
وتوحـــــــدين بين المواطنــــــين والشــــــــــــعوب
والبشر بأسرهم مذكرة إياهم بأنهم من اصل واحد ؛
وذلك لــــيس بالاشتراك وحســــب بل بنــــوع من الأخــــــوة .
تعلّمين الملوك الأعتناء بشعوبهم والشعوب الطاعة لملوكهم .
و تعلّمينا أن نرعى واجباتنا تجاه من نحب ونكرمّ ونحترم
ونخاف ونؤاسي ونؤنب و نشجع ونؤدب ونوبّخ ونعاتب ؛
وتقترحين العلاج المناسب لكل واحد منهم .
و تعلّمينــــــا أن هذه ليست لهم جميعاً ،
خــــــــــــــــلا المحبة ،
وأنه لا يجوز أن نظلـــــــــــــم أحــــداً .
عروسك و فاديك هو رأسنا . إن كان رأساً فله جسم ؛ أنت جسمه أيتها العروس .
و أكيد بأن له جسماً إذا كان هو الرأس ، والجسم هو جسمك أنت عروسه .
الرأس في السماء و الجسم على الأرض . الرجل و المرأة اثنان في جسد واحد :
إن هذا السر لعظيم يقول الرسول : إنما أقول هذا في المســـــيح و كنيســـــــته.
إذاً كنتما اثنين في جسم واحد فأنتما اثنان في صوت واحد .
و أنت هيكل الملك الأبدي لأنه في الوحـــدة .
ليس الهيكل خرباً و لا متهدماً و لا متشققاً .
المؤمنين باللــــــــــــــــه حجارتك الحية .
و المحبة هي التي تجمع الحجارة الحيةّ بعضاً إلي بعض .
الرسل الذين ولدوك ، مُرسْلون ،
أذاعوا الكلمة و كانوا لك آبـــاء .
وهل استطاعوا أن يظلوا دوماً آباء لك بالجسد؟
وهل أصبـــحت مهجـــــورة حـــين غــــادروك؟
لقـد استعضت عنهم ببنين لك فأقمتهم أســاقفة .
و دعوتهم آباء ، أنت ولدتهم ،
و أقمتهم في كراسي الآباء .
لا تظني نفسك مهجورة لكونك لم تعــــودي ترين بطــــرس الصخـــرة و لا بولـــس ،
ولا أولئك الذين ولدوك : الأبوة تجددت لك من ذريتك عينها .
عوضاً عن آبائك ولُد لك بنون فأقمتهـــم فــــــوق الأرض كلهــــــــا .
أبناؤك أقيموا رؤساء على الارض كلها و ابناؤك اقيموا محل آبائك .
فعلي من هجروك أن يتعّرفوا إليك و يرجعوا إلي الوحـدة و يعـــــودوا إلي هيكل المــــــلك .
أني أدعوك ، بحق ، أيتها الكنيسة الكاثوليكية عروس المسيح وآخذك بأســلوب لي خاص .
أن ابنك هذا وخادمك ، بالرغم من ضعفه ، قد أقيم ليوزّع الطعام على رفاق له في المنفي .
أخرجتْني في الماضي أضاليلي من حضنك فهربت ،
وخــــبرت ما لـــــم يجــــــب أن يكـــــون .
ومع ذلك فقد كانت المخاطر التي تعرّضت لها مفيدةً لك
أنت يا من أخـــــدمك الآن بعــــد أن نجــــوت .
ولو لم يغفر لي خطاياي عروسك الصحيح الحقيقي الذي خرجـــت من جنبه ،
لكانت لجّة الضلال ابتلعتني ، والأرض التي صارت حيةً افترستني لا محالة .