في طبيعة الخطيئة
يا بنيّ إني أكـــره مــا هو منـــــك وأحبكّ أنــــــــــــــت ؛
أكـــره مــا صنعت أنت وأحب ما أنا صنعت .
ومن أنـت ســـوي مــا صنعتُ على صورتي ومثــــالي ؟
إنـــــــــك تهمـــــل ذاتك وتحـــــــــــب أعماـــلك
وتهمل في ذاتك عملي فتبتعد عني طبعاً
وتعثر وتخرج عن ذاتك .
أصغِ إلي كلامي : ( توبوا إليًّ فأتوب إليكم ) " زكريا3:1 ".
فأنـــــــــــــــــــــا لا أتغير ولا أتخليّ عنك ؛ إنما أصلح ببقائي ، ثابتاً ،
وغير قابل التغيــــــــــــير .
ابتعدت أنا ؛ لأنك ابتعدت ، واتخذتني سبب عثرة ولم أجعــــلك تعــثر .
أصغ إذاً إليَّ : ( توبوا إليَّ فأتوب إليكم ) . وهذا يعني أني اتجه إليك بعد أن ترتدّ إليّ .
إنـــــــــــــي أتعقــــــــــــــــــب الهـــــــــــــــــــــــــارب وأنــير وجــــه التأبين .
إلي أيــــــن تهرب بعيداً عني أنا الموجود في كل مكان والــذي لا يحده مكان ؟
أخلّــــــــص الباحــــــــــــــــثَ عنـــــــــــي وأعاقب من يهجـــرني ؛
إذا هربت مني وجـــــدتَ قاضيــــــاً ؛ الأفضـــل لك أن تتــوب إليّ فتجـــد أباً .
لا تسيء التصرف بحريتك ، فتخطــــــــأ حريتـــــك ؛ بمــلء إرادتك ،
كيــــــلا تخطـــــأ ؛ لأن إرادتك تكون حرة إذا كانت صالحة .
صوت النفس
لقــد فاضت علىّ رحمتك يا ربّ وعطفـــــــــك عــــــلىّ كبـــــــــــــير؛
لأنك افتديتنــــــــــــــــــــا بدمك يوم كنّا تفاهــةً بســـبب آثامنـــــــــا :
ولقد أتيت عمــلاً عظيمــاً يــوم خلقت الإنسان على صورتك ومثالك .
وبما إنّا شئناً خطاةً ألا نحسب شـــــــــــيئاً ،
وانتقل الموت ووزرُ الخطيئة إلينا من آبائنا صرنا كتلة من غضب وإثم .
ومع ذلك فقد حسنُ لديك ، يا رحيم ،
أن تفتدينا بثمــن عظيــــم ،
وبذلــت دمــــــــــــــــــــك عنــــــــا
يا مــن ولدت وعشت ومتّ بـــــاراً .
يا مــن افتديتنا بهذا الثمن العظيــــم ،
أنـــت لا تريـــــــــــــد أن تهـــــــلك .
أنـــت ما افتديتنا لكي نهلك بل لكي نحيا ،
ولـــو ارتفعت خطايانا فوق رؤوســــنا ،
فأنـت لا ترذل الثمن الذي دفعته عنــــا ،
لأنــك دفعـــــــــــت ثمنــــــــــاً باهظــاً .