الفصل الخامس عشر
++ عواطف و صلوات ++
أستجب صلاتي يارب : لئــــــــلا تقـــع نفســي تحت تأديبك ،
و أتخــاذل عن الاعـتراف برحمتــــــك ،
التــــــــــــــــــــــــــي نجتني من الطرق المليئـــة بالشــرور ،
التــــــــــــــــي ســــــــــــــــــــــــلكتها ،
فيســــتطيبك قلبـــــي أكثر من كل تلك المغريات التي تجرني وراءها .
هبني أن أحبك حباً كبيراً و أن أمسك يدك بحــــرارة قلبـي ،
فتنجني من التجارب حتى النهـاية .
الشكر لك يا حـــــــلاوتي و شــرفي و رجــــائي و إلهـي .
الشكر لك على حسناتك التي سألتك أن تحتفظ لي بهــــا ،
كما تحافظ علىّ تـــــــزداد فيّ هبـــــــاتك . و أنا معـــــك ،
و ذاك اسمي عطاء تعطينيه و توفـــر لنا الدنايـــا بعض اللـذة ،
بيد أن السعادة التي يعطيها إلهي خالق كل شيء لا نظير لها .
لأنـــــــــــــــــــــــــك : فرح البار و غبطة ذوي القلب السليم .
و الآن أيها الرب إلهي : إني أبحث عما أغواني في الخطيئة ،
فلم أجد أدنـــي مظــــهر للجمـــــــال .
و في الواقـــــــــــع ، تقــــــــلّد الكبـــــــرياء العلّـــو ،
بينما أنت وحـــــدك ، أيا الرب ، أعلي من كل موجود .
و ماذا يطلب الطمع ســـــــــوي المجـــد و الشــرف ؟
بينمــــــا يجـــــــب : أن تكـــــــون وحــــــــــــــــــدك ،
موضوع إكرام الجميع و تعظيمهم .
شدة الأقوياء توحي بالخوف :
و لكن من ذا الذي لا يخــــشى ســـوى الله الأحــــــــد ؟
و من ذا الذي يستطيع أن يخرج شيئاً عن سلطانة ؟
متى ؟ و أيـــن ؟ و كيــــف ؟
و ما هو الســبيل إلي ذلك ؟
للغزل مداعبات خفية : تهـــدف إلي إيقــــاظ الحب ،
و لكــــــــــــــــــــــن : لا ألذّ و لا أذكي من محبتك ،
و لا أدعــــــــــــــــي : إلي الخـــــلاص مـــــن حقيقتـــــــك ،
التي تفوق كل بهاء بجمالها وحسنها .
يبـــــدو الفضــول : و كــــأنه يتـــذّوق العـــــــــــــــــلْم ،
بيــــــد أنـــــــــك : تعرف كل شــيء معــــــرفة ســامية .
الجهل و الحماقة : يلجأن إلي حمي السذاجة و البراره .
و لا أبســــــــط منـــــــك يــــــــا الله .
يســـــعى الخوف إلي الراحـــــــــــة ،
و لكن هل أضمن من الراحــة معك ؟ .
الرفاهية : تظــــــــــهر بمظــــــهر الاكتفــــاء و البحبـــوحة .
في حــين : أنك الكمال و معين الأفــراح التي لا يشوبها كدر .
يتسم الإفراط بســمة الحـــرية
في حـــين أنـــــك المعــــــــــين ،
الفيّاض بالأفراح على العالم كله .
بوسع البخل أن يحوز الشيء الكثير
في حين أنك تمــــلك كل شـــــيء .
يحاول الجسد عن طريق الفتنة الوصول إلي المقـــام الأول .
و من هو أســـــمى منــك ؟
يطلب الغضـــــب و الانتقـــــام
و من ذا ينتقم بعـــدل مثـــلك .
الخــــوف : يخشى الحـــوادث المفاجئـــة اللامنتظـــرة ،
الـــتي تفتـــك بما نحب أثنـاء رعايته للأمـن .
و لكــــن : هــل من مفاجآت غير منتظرة بالنسبة إليك .
و من ذا الذي يستطيع أن يفصلك عما تحــب ؟
و هل من أمــــــان صحيـــــــح إلاّ معــــــــك ؟ .
يبلغ الحـزن أوجـــه : حـــــين يفقد ما كان يتمتع به جشعه ،
و يتمني أن يبقـــي له كل شـــــــيء ،
في حـــــــــــين أن : هــذا هو امتيـــــــاز خـــــاصّ بـــــك .
و على هذا النحــــو : فالنفـــــــــــــس التي تبتعــد عنــك تزنــــــــي ،
و تبحث في الخارج : خيور لا تجدها نقية بهية إلاّ متى عادت إليك .
إن الذين يبتعدون عنك ،
و يقومون ضدك يقلّدونك عن خبث ،
إنما يعترفون بذلك .
أنـــــــــــك خالق الكون بأسره ولا مجال للابتعاد عنك .
أنا هــــــو الخادم الهــــــــارب من ســـيده إلي الظــل .
يا للفساد ، يا لفظـاعة الحيـــاة و يا لعمق المــــــوت .