++ عواطف و صلوات ++
رب ، ماذا تصنع الحملان إن خافت الكبائش ؟
برحمتك ؛ ربّ ، تغذيّ الحملان و تنميها و تعظّمها فلتطمئن و لتهدأ .
و برغـــــــــم أن الحملان تطمئن و تهدأ فما علىّ إلا أن أطمئن إلي الذين تكلمّ الرســـول عنهــــــم
أولئك المبشرين الانتهازيين الباحثين لدي الناس عن مصلحتهم ، مالاً كان أم رزقاً أم مجداً بشرياً .
فضلاً عن ذلك يجب على أن أطمئن إلي الداخلين من الباب :
أنـــت البـــــــــاب و أنا منك أدخل إلي خرافك فأناديهم بصوتي لكي يتبعوك و يجدوا المــــرعى .
إني أبشر بك باحثاً عن الدخول إلي الخراف ، لأني إن بشرتُ بأخر حاولتُ الصعود من محل أخر .
أنت بابي . أدخل منه إلي خرافك ؛ بك أدخل إلي قلوبها و ليس إلي جدرانها .
بك أدخل فأجعـــلها تســـتمع إليّ بطيبة خاطر .
علىّ أن أكون قدوة للمؤمنين في حياتي بينهم ،
كما علىّ أن أحضهــــم على الإقتــــــــــداء بي ،
و هكذا أدعوهم إلي الإقتداء بي فضلاً عن دعوتهم إلي الاستماع إليّ .
و لكــن لا تدعني أنشـــــغل كلياً في مشاكل الناس و همومهــم ،
فأتعامى عماً يحيق بي من أخطار أنا الذي أبشر خرافك بكلمتك .
نعمتك عــــــزاء لي وعـون متى أحــــدقت بي المخـــــــــــاطر .
أني أؤثر السماع على التبشير لأني عالم بكلمة الرسول :
( على كل إنسان أن يكون سريعاً إلي السماع متأنياً في الكلام ) " يعقوب 1 : 19 " .
و يتم فرحي متى سمعت ، لا متى بشرت ؛ إذ ذاك اطمئن وأسر سروراً خالياً من الكبرياء :
لأن الإنسـان لا يخشــــــى الســـــــــــــقوط حــــين يجــــــد الصخرة الحقيقـــة الصـــــلبة .
وضيــــــــــــــــــــع أنـــــــــــــــا فـــي إصـــــــغائي ؛
أما إذا وعظت ولم أخشَ الخطر فأني أضبط نفسي .
و إذ لم أرتفع بنفسي تعرضت لخطر آخـــر وهو أن يرفعني الآخرون .
أما إن استمعتُ فأغتبــط بـــــبراءة ، ملتذاً ؛ ولا شــــــاهداً عـــــــلىّ .
و مع ذلك فأني عالم بخطر السقوط لأنك قلت لي :
( ها أني فوق الرعاة و من بين أيديهم أطلب خرافي ) ( حز34/1 ).
اللهمَّ ، ألهمني المحبة فأعلم الوداعة ،
و أعطني الصبر فأعلّم النظــام ،
و أنــــــــر عقلي فأعلّم المعرفة .