الفصل الثالث عشر
في أن التجربة للأبرار خلاص وللأشرار هلاك
++ عواطف وصلوات ++
رب ،
أدبــــــــــني ولا تمنع عني رحمتك ،
أجلد المكابر و ردّ لــــــــي الميراث .
أنـــــا أعرف جيداً وعودك : لست أخشي التــــــــــــــــــــــــــأديب ،
إنمـا أخشي أن تحرمني من الميراث .
وكيــــف أجد أنا الخـــــــاطئ جلدي غــــــــــــير لائـــــــق بـــــــــي ،
ووحيـــــــــــــــــــدك يجلَد ولا ذنـــــــب عليـــــــــــــــــه ؟
أني أؤثر التعلّم من عصا الربّ على الهلاك تحت مداعبات الخاطف .
حين عولجت احــــــــــــترقت وتألمت وصرخت
فلا تصغ إليَّ ، تلبيه لإرادتي ؛ بل حباً بخلاصي .
بولــــــــــس لم يستجب حبــــــاً بمصــــــــلحته
واستجيب الشيطان لهـــــــــــلاكه .
لقــــــــــــد هتف بولس طالباً منك أن تدفع عنه مهماز اللحم ، فلم تسمع له ،
بل قـــلت : حســــــــبُك نعمـــتي ؛ لآن الفضــــــــيلة تكتمــــل في الضــعف .
وطلب الشـــيطان أن يجــــــرّب أيـــــــوب فأعطيته إياه ،
وتمني الشياطين أن يدخلوا في الخنازير واستجبت لهم ؛
أنت تســـــتجيب للشـــــــــــــــــــياطين
ولا تســـــتجيب للرســـــــــــــــــــــول .
أنك تســـــتجيب للشياطين أهلاكاً لهم
ولا تســــــتجيب لبولس حباً بخــلاصه .
أنا بكيت أمامك أيها الرب إلهي ولــــــم تستجب لـــــــــــي .
ما أحمقـــــنى !
ولمَ بكــــيت ؟ ســــــــعياً وراء السعادة الزمنية الأرضية .
وهل علمت أن تــــــلك الســعادة التي تمنيتُها وطـــــلبتها
وبكـــيتُ في ســــــــــــبيلها قـــد تقودني إلي الهلاك ؟
لــم تستجبْ لي حين وجهت إليك ذاك السؤال المحرج ،
لأن الحاجة تعلّـــــــــــــــــمني والبحبوحة تفسدني .
بين يديــــــك ، ألقـــــــي بنفــــــــــــــــــسي ؛
يا من تعرف أن تعطيني وتحـــــــــــــــرمني .
لو أعطيتني ما ســــألتك في غير محـــــــله ،
لغضبت علىّ بســـــــــــــــــــــببه .
ضـــــــع على نفـــسي التجارب لأفزع إليك ،
فــــــــــلا تغـــــــــويني الشهوات والطمأنينة .
غضبــك ظــــــــــــــاهر إنما هو غضب أب .
ما أكثر الــــــــــــــــذين خــافوا مـــن التجـــــــــــــارب ،
فدخلوا بيتـــــــــــــــــك وملأوه لأنهم بالإيمان عامرون .
تحركني بالتجــــــــربة لكـــــي تفرغ الإناء من الشــــــر
الـــذي يمـــــلأه وتملأه بالنعمــة .
بالرجاء أحيـــــــــــا قبــــــــــــــــــــــــل أن أمــــــــــــلك .
أنــــــت تحــــــــضر لــــكي تمنعــــــــني من الســـــقوط
لأنــــــك بهـــــــــــذا تعـــــــــــــــــــــدني فتنهــــــــضني
وتخـــــــــــــفف من حـــدة آلامـــــي .
أمـــين أنت يا رب ولا تســـمح بأن أجربَّ فوق طـــاقتي
ثــــم تضع للتجربة حــــــــــــداً لكي أتمكن من احتمالها .
ألقني فــــــــــــي أتون التجربة إلي أن يشـــتد الإنـــاء ،
ولا يتحـــــــــــــطم .