الفصل الثاني عشر
في تحمــــــل الضيقـــــات
رب ،
قليلون هـــــــــــــــــم الذين يدركون شدة غضــــــبك .
ولكنك تغضــــــب على الذين تحفظهم من الهــــــــلاك
لئــلا يتعرضــــــوا لســـخطك .
ومعروف أن العقاب والعذاب الذين تســــــــــــــــــــتخدمهما ،
لكـــــــــــــي تصلح وتـــؤدب مـــن تحبهم وتجنّبهم العقابات ،
هـــم ثمـــــرة محبتـــــــــــــــك .
جعــــــــلت لي تجـــــــــربة مـــــن خــــــــبث الأشـــــــــــرار فحلّت بي المصيبة ،
وبحـــــــــــــــثت عــــــن ملجــــــــأ خارجــــــــــــاً عـــــن سعادة العالم .
ومن ذا الذي يذكرك بســــهولة حين ينعم دوماً بالســــــعادة ويتمتع برجاء الخير الحاضر؟
أجــــــــعلني أتخلي عن العالم وأمله وأدنو من رجائك فأقول : رب، لقـــــد صرت لي ملجأ .
ولـــــــــذلك سمحت لي بيــوم تجربة لــــــولاه لمــــا دعـــــوتك :
أضطــــــــــــــرب فأدعوك فتخلــــــــــــــــــــــــصني ،
ومــــــــتى خلصتني مجَّدتك ومــــــــا أبتعدت عنك في المستقبل .
حـــــــــين أنقبضت فــــــــيَّ حـــرارة الصــــــــلاة وفترت قلت :
( لقيت الضــــيق والحسرة ودعــــــوت باســــــــمك )
" مزمور3:114 "
وجدت التجربة علاجاً ناجعاً فــــي فســــــــاد خطـــــــــاياي ،
عفـــــــــــــنت وفقـــــــــدت كـــــل شـــــــــــــــــــــــــــــعور ،
ووجــــــــــدت الامتحـــــان وكــأنه يحرقني ويبتر منى جزءاً .
لن ألـــــــومك إذا حـــل بي ضيــق في هـــــــــــذا العـــــــالم
بـــــــــــــــــل ســـــــأمتدح عصـا الأب الذي أنتظر مــيراثه .
تحــــــــــــت يدي مؤدبي أهــرب ولا أميـــــل عن تــــــأديبه
إذا لا يسـعك أن تغش يا مــــــــــــــــــــــــؤدبي .
يا صانعي أنــــــــــــــــت عـــــالم بما ينــــــــــــــــــــاسبني ،
وهـــــــــل يســـــعني أن أفكـــــر بأن خـــــــــــــــــــــــالقي ،
الذي عرف كيف يكونني قد نسي كيف يعـــــــــــــــــاملني ؟
قبل أن أكون ، كــنتَ تعــــــــــــــــرف كل شيء عني ؛
ولــــــــــــولا وجودي في فكـــــــــــرك لما كنت البتة .
فيًّ فكــــــــرك كنت ، من قبل أن أكون ، حتى أكــون ؛
أمــــــــا الآن وقــــد وجدت وصرت وحييت وخدمتك
فهــــــــــــــل يسعك أن تحتقـــــــــــــــــــــــــــــــرني ؟