في جهاد المسيحي
عواطف وصلوات
ربّ ،
روحك يحارب فيَّ ضد ما هو مناف لي فيَّ .
أبيــــــــــــــــــت أن أظـــل فيَّ ، بقــــربك ،
فســــــــــــــقطت وتحطــــــــــــــــــــــمت
كما يتحطــــــــــم شيء يسقط من يد إنسان على الأرض .
وإذا تحطـــــــمتُ ناصــــــــبت نفسي العداء وقـــــاومتًُها .
أيهــا الفــــــــادى ،
لقد أعطيتني روحاً أمـــــــــــــيت بها أعمال الجســــــــد .
إن دفعتُ عمــــلت : وإن دفعــــت إلي الخير عملت خــيراً .
هــــــــــــــــــزني روحك فحاربت لأن لي عوناً قديـــــــراً .
ضربتني خطيئتي وجرحتني وألقتني أرضاً .
أما أنت يا خالقي فقـــــــــد جرحت لأجلي ؛
وبمــــــــــــــوتك أنتصــــرت على الموت .
الآن ، إذ يحـــارب الجسد الروح ، والروح الجسد ،
فالخصــام خصــــــــــــــام مع المـــــــــوت .
أنـا لا أعمـــــــل ما أريــــد لأني أتمــني أن لا أشعر بأية شهوة ؛
ولكـــــــــــــنني لا أستطيع . شئت أم أبيـت فهـــذا شـــيء فــيَّ .
وشئت أم أبيت فإن الشهوة تغــــــريني وتدغدغني وتثـــــــــيرني
وتهاجمني وتريــــــــد أن تنهض فيّ .
أنهـــــــــــــا مكبوتــــة ولكنها ليست منطفئــة فيَّ .
تــــــــــــــــلك هـــي حـــــــــــالنا ،
طوال حياتنـــا فوق هذه الأرض .
اللهمّ ،
شرائعك سلاح لي .
أجعــــــــــــــــــلني أصــــــغي بانتبـــــاه إلي كلمتــك لكي أتخذها سلاحاً لي ؛
فقـــــــد أعطيتني ، بواسطة روحك القدوس ، قدرةً على ضبط أعضــــــائي .
إن ثارت فيَّ الشهوة وعضدَتَنْي على ضبط أعضــــــائي
فماذا يسعها أن تصنع ، ولو ثارت ؟
اللهمّ ،
أحفــــــــــظ قـــــــــــدمي من الانــــــــــــــــــــــــــــــزلاق
وعــــــــــينيَّ من التطلع إلي المناظر القبيحة
وأذنــــــــــيّ من سماع الألفاظ الشـــــهوانية ،
أحفـــــــــــظ جسدي بكليته مع كلــــــــــيتيّ وقـــــــــــــلبي .
وماذا صنعت الشهوة ؟ عرفت أن تنشــط ولم تعـــــــــــــــــرف أن تنتصـــر .
وإذ نشطت ولم تنجح فقد تعـلمت أن لا تنشط .
رجائي بكليتــــــــــــــــــــــــــــه قائم على رحمتـــــــــــــــــــــــك الواســـــعة .
هـــب ما تــــــــــــــــــأمر بــــه ومــــــــر بما تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــريد .
تأمرني بأن أكـــــون عفيفـــــاً ؛ ولكي أدرك أنه لا يمكن لأحد أن يكــون عفيفاً ،
إلاّ إذا أعطيتـــــه أن يكـــون عفيفاً ،
فقــــد فرضـــــــــــــت عــــلىّ بأن أطـــــلب هذه النعمــــــــــة من الحكمة ذاتها .
وفي الواقع أن العفة هي التي تجمعنا وتقودنا إلي الخير الأوحــد ،
بعد أن تبعـــثرت قـــوانا في ألف شر وشر ؛
لأن من يحب شخصاً آخر معك ولا يحبه لأجلك يحبّ حباً ناقصاً .
أيها الحــــب الدائم الاضطرام ، غير المنطفئ ،
أيها المحبــة ، اللهـــــــــــــمّ ، أشـــــــــعلني .
أنـــــــــــــــك تأمـــــــــــــــــر بالعفــــــــــــة ،
فهــــــــــــب ما تأمر بــــــــه ومر بما تريـــد .