مرتا و مريم
++ عواطف وصلوات ++
مرتا ومريم شــــقيقتان بالــــدم بـــل بالديــــــن :
استمــــــــــــــــكتْ بـــك كل منهمــا ،
ربّ ، وخدمتاك انساناً حاضراً بذات العاطـــــفة .
اسـتقبلتك مرتــــــــا
كمـــــــــا يُســـــتَقبل الغرباء عادة ،
فاستقبلت الخادمــة معلمهــــا ،
والمريضة مخلصها ،
والخليقــة خالقهــــا .
لقد اخذت صورة العبد وشــئت ان تتنـــــــاول طعامــــــــــك ،
في تلك الصورة عينها من يد خدامك ،
لا عـــن ضـــــــــرورة بل عن محبة .
يا مـــــــن جئــــــــــت الي ميراثك الخــاص
قد استقبلت كضيف ؛
لكـــــــــن خاصتـــــــك لم تقبــــلك :
وأعطيتَ جميع الذين قبلوك القدرة على أن يصبحوا أبناء الله ؛
وأخــذت تحـــت رعايتـــــك خدامك لكي تجــــــعلهم أخوةً لك ،
وافتديت الأسري لتجعلهم شــركاء لك في المـــــــــــــــيراث .
وقمـــت بهذا كله لكيلا أقول :
آه ! ما أسعد الذين اســـتحقوا أن يقبلوك في بيوتهـــــم !
أنــــا لست أحـــــــزن ولا أشـــــــــــكو لكوني ولدت فــي زمن لا أراك فيه بالجسد ؛
لأنك لــم تحـــــــرمني من هـــــــــــــذا الأنعـــام إذْ قــــلت :
( كل ما تصنعه لواحد من أخوتي هؤلاء فلي تصـــــــنعه )
" متى40:25 ".
إن مرتـــــــــــــا التي أعدت كل شيء لخدمتك ، ورتبتـه ،
كانت منهمكة بأمــــــــــــــور كثـــــيرة ،
أما أختها مريــم فقــد فضـــلت أن تتنـاول منــك قوتهــا .
الواحـــــــــــدة تعمــــــــــــــــــل والثانية تتمتـــع بالوليمــة ؛
الاولي تهتــــم بأمـــــور كثــيرة والثانية تنصرف إلي واحد
كأن هذا العمل وحيد وضروري .
شــــيء واحـــــــــــد ضروري .
وهــــــــذا الشــــــيء الواحـد الضـروري هـو فـوق ،
أيها الرب ، حيث أنت والأب والروح القدس واحــد .
هـــــــاك ما أحــب : أن أتأمــل في جمـــــــــــــــــــــالاتك ؛
ولهـــــذا أريـــــــد : أن اسكن في بيتك طوال أيام حياتي .
لن أتأمل ، للحال ، لأني ســاقط ،
إنمــــا ســــوف ، أقف وأتـأمل .
ســــــأقف لأنك نزلت لتنهضي مـــــن سقطتي ؛
وسأثبت على حـــال وسأتمتع بغبطة عظيمة ،
فأجعـــــل قلبـــــــــي يتجــــاوز ما هو معروف ،
وإرادتــي كل فكر جسدي معهــــــود ،
مولــــــود من حـــــــواس الجســـــد ،
لكـــــــــي تتصور أنواعاً مختلفـــــــــة من الأشــــباح .
أجعلنــي أطرحهـــا كلهــا من نفسي وأصـدَّ عني كل صــــورها .
هبني أن أدرك ضعف قلبي وأقول أياً كانت الفكرة التي تراودني :
ما هــــذا هـــو المطلـــوب وإلاّ كنـــــــــت أحسســـت بــــــــــــــه .
أنتَ الخــــــير الوحيــــــــد الذي تنبثــــــق عنــــه كل الخــــيرات :
ذاك جمــــالك موضــــــوع تأمـــــــلي .
ربّ ،
إن كــــــانت خـيرات هذا العـــالم التي يدعونهـــا صالحة ،
وليست في ذاتها صالحــة ، تفــــــــــــرّحني ،
فكيف يكون تأملي بذالك الخير الأبدي الذي لا يتغـــــــير ؟
لذلك أريــد أن أســــــكن في بيتــــــك طـوال أيـام حياتي .
أحفظني لكي أتأمل في جمالاتك ،
وأتمكن يومــاً من التمتــــع بها ،
دون أن يزعجنـــــي شــــــــيء أو يبعـــــدني عنهـا شيء ،
أو يسلخهــا شــــــــيء فأتمتع بسـلام في خيراتك .