الفصل التاسع
في ضرورة طرد التجارب.
ما الحياة إن خلت من الشهوات ؟ ما أحلاها .
بالحقيقة ، لذيذة هي الخطيئـــــة ولـــــــولاها لما سار الناس وراءها .
المسرح والمشـــــــــــــــــــــــــــــــاهد والأغاني السافلة
هــــــي حلاوة الشهوة التي تلذ للناس وتســــــــتهويهم ؛
ولكــــن ليس كــــــشريعتك يـــــا رب .
سعيدة هي النفس التي تفـــــــــرح بجمال شــريعتك
حــــــــــــــــــيث لا خجـــــــــــــــل يجرحـــــــــــــها
بـــــــــــــــــــل يتنقَّى الإنسان في حقيقتك الصافية .
طيب أنت يا رب . علمــــــني وصاياك في عــــذوبتك :
إن علمتني بعذوبتك أدركت واجبي .
إن تمــــــــلق الإثم ومــــــال الإنســان إليـــــــه ظهرت الحقيقــة مريـرة ؛
علمني بعذوبتـــــك لكي تكون حقيقتك لي حلوة فانبـــذ الإثم من أجـــلها .
الحقيقــــــــــــــــــة احـــلي منهـــا وأفضـــــــــــــــل ؛
إنمــــــا الخـــــــــبز طــيب لـــذوي الصحة الجيــــدة .
وهـــل أفضل واسمي من الخبز السماوي ؟
شرط ألا يهيـــــــــج الإثم الانسان بحدته .
كمــــا أن الحصرم يؤذي الأســنان والدخـــان العينين
كـــــــذلك الإثـــــم يؤذي مــــــــن يرتكبــــــــــــــــونه ،
وما نفعي مــــــن إظهار حسنات الخبز وعيشي عاطل ؟
لســـــــت أقتـــات ممـــا أمتــــــــــــدح وبالتــــــــــالي ،
مـــع أنـــــي أسمع كلمة البر والحـــق وامتدحـــــــها ،
فمن الأفضل لــــــي أن أعمــــــل بمـــــــــــــــــوجبها .
ســــاعدني على أن أمتدح وأعمـــــــل . ســــــــــــــــــــــاعدني ،
لأن بيني وبين الشـــيطان وملائكتــــــه خصــــومات أبديـــــــة .
لا يمكنني أن أتفق معهم وهم يحسدوني على ملكوت السماوات .
أنهـــــــم لأشد سهراً على تضـليلي منى على تجنبهـــــــــــــــــم .
إن دخـــــــل الضجر إلــــي قــــــلبي خفــــــــت من أن تبتلعني الكـــــــــآبة .
في سروري أخشي أن يتيه عقـــلي في أحـــــاديث لا طــــــائل تحتهـــــــــا .
لـــــــــــــــي مع التجـــارب والمــــــــــــــــــــــلذات كل يـوم معـــــــــــــركة .
وبالرغــــــم من رفضي لها فأني أتحملّها وأحارب عرضـــة لخـــطرالإنهزام .
بحقـــــــــك أيها الساكن فيَّ أســــــــــــــتجب لــي ، طهــــــر أعمـاق قـــــلبي ؛
حيثمــــــــا أكــــــــــــــــــن مصــــــــــــــــــــــلياً
تكن أنـــــــــت في باطــــــني ســـراً .
وبما أنـــك تســــتجيب لي ، فلست خارجاً عني .
أمـــــا أن ضايقتني التجارب فســــــــــــــــــوف أتطلع إليك عــلى الصليب .
