الفصل العاشر
في فائدة التجارب
إلهي ومليكي ،
أعظمك وأبـارك اســـمك الآن و إلي الأبــد .
أنــــــــــــــي أسبحك وأباركك في كل يـــــوم من أيـــــامي .
ومـــــــــتى أنقضت أيامي
وحلّ اليوم الوحيد الذي لا نهاية له ،
أجعـــــــلني أنتقل من التسابيح إلي التســبحه ،
كمـا من الفضــائل إلي الفضيــلة .
أجعلني أباركك يــوم الســــــــــــــــــــــــــــــــرور ،
ويوم الحــــــــــــــــــــــــــــــــــزن ،
الـذي لا يخلو منه الواقع البشري .
مــــــــــــــــــتى كــثرت الشـــــــــــــــــــرور ،
وتعددت التجـــــــــــــــــارب .
أجعــــــــــــلني أباركـك يا من لا تتخلي عني ،
وإن حدث لي ضـــــــــــــــــــــرر .
أجعـــــــــــلني أباركــــك لأنــــــــــــــــــــــــــك
لــم تُقم لي ما لا طاقـــة لي على إحتمـــــــــاله .
في نعمــائي أنا خائف ،
ولا أستبعد التجــــــــــربة عـــني .
لـــــــــــــــولا تجــــربتي لما امتحــــــــــــــــنت .
التجــــربة والامتحــــــــــــــــــــــان ،
أفضل لي من الشجب بلا تجــــــــــــــــــــــــربة .
أعدائي يغضبون ، ولكن مــــــــــــاذا يفعلـــــون ؟
أيســـــلبونى مالي ورزقي وينبذوني من بينهــم ،
ويرســـــــــــلوني إلي المنفي ،
وينزلون بي شتي العذابــــات ،
وينكلّــــــــــــــــون بـــــــــــي ،
ثم يقتلــــــوني ، إن استطاعوا إلي ذلك ســـبيلاً ؟
وبعد ، مــــاذا يصنعـــــــــــون ؟
أما أنت أيها الرب الإله
فأنـــــك تبســـط يدك فوق غضـــــب أعـــــــدائي ،
وفوق الشر الذي ينزلون بي .
أعدائي لن يستطيعوا أن يفصــــلوني عنــــــــــك .
أما أنت فتنتقـــــم لي كلما زدتني لك إنتظــــــــاراً .
فليغضب العدو ما طاب له أن يغضـــــــــــــــــــب ،
ولكـــــــــن لا تدعه يفصلني عنك .
بيـــد أنك يـــا رب لســــــت تقبـلني الآن ؛
بـــل أنك تسحقني طــــــــــــوال ســفري ،
وتمنــــــع عني بهجتك وعذوبتـك ؛
أنت لم تسـكرني من خصــب بيتـــــــــك ،
ولا رويتـني من نهـــــــر لذاتــــــك .
فيك ينبــــوع الحيــــــــــــاة ،
وفي نــــورك أري النـــــــور .
لقد أعطيتــك بواكير عقـلي .
وآمنـــــت بـــــــــــــــك ،
وحفظـــت حراً شــريعتك .
ومع ذلــــك فأني لا أزال أبــكي في نفسي ،
منتظراً منك أن تتبنَّي جســـدي وتفتديــه .
لقد أعطيتني ، أنا الخاطئ ،
هذه الحياة التي حتُم فيهـا عن أدم أن :
يســـــــحق في التـــــعب ، وعرق الجبين ،
لأن الأرض تنبت شــــوكاً ، وقرطبــــــــــاً .
وهـــــــــــــل يســــتطيع عدوّ أن ينزل به أذي أفظع من هذا ؟
فـــــــــــــوق غضب أعدائي قد بَسَطتَ يـــــــدك ،
لا إلي يــأس لا إلي يأس ، لأن عينك خلّصتني .